الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.سورة الإسراء: .تفسير الآية رقم (1): .شرح الكلمات: {بعبده}: أي بعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم. {من المسجد الحرام}: أي الذي بمكة. {الى المسجد الأقصى}: أي الذي ببيت المقدس. {من آياتنا}: أي من عجائب قدرتنا ومظاهرها في الملكوت الأعلى. .معنى الآية الكريمة: .من هداية الآية الكريمة: 2- شرف المساجد الثلاثة: الحرام، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى أما المسجدان الحرام والأقضى فقد ذكرا بالنص وأما مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فقد ذكر بالاشارة والإيماء إذ قول الأقصى يقتضي قصياً، فالقصي هو المسجد النبوي والأقصى هو مسجد بيت المقدس. 3- بيان الحكمة في الأسراء والمعراج وهي أن يرى الرسول صلى الله عليه وسلم بعيني رأسه ما كان آمن به وعلمه من طريق الوحي فاصبح الغيب لدى رسول الله شهادة. .تفسير الآيات (2- 6): .شرح الكلمات: {وجعلناه هدى}: أي جعلنا الكتاب أو موسى هدى أي هادياً لبني إسرائيل. {وكيلاً}: أي حفيظاً أو شريكاً. {من حملنا}: أي في السفينة. {وقضينا}: أي أعلمناهم قضاء نافيهم. {في الكتاب}: أي التوارة. {علواً كثيراً}: أي بغياً عظيماً. {أولاهما}: أي أولى المرتين. {فجاسوا خلال}: أي ترددوا جائين ذاهبين وسط الديار يقتلون ويفسدون. {وعداً مفعولاً}: أي منجزاً لم يتخلف. .معنى الآيات: وقوله: {جعلناه} أي الكتاب {هدى} أي بياناً لبني إسرائيل يهتدون إلى سبل الكمال والاسعاد وقوله: {الا تتخذوا من دوني وكيلاً} أي آتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل من أجل الا يتخذوا من غيري حفيظاً لهم يشركونه بي التوكل عليه وتفويض أمرهم إليه ناسين لي وأنا ربهم وولي نعمتهم. وقوله تعالى: {ذرية من حملنا مع نوح} أي يا ذرية من حملنا مع نوح اشكورني كما شكرني نوح على انجائي إياه في السفينة مع أصحابه فيها، إنه أي نوحاً {كان عبداً شكوراً} فكونوا انتم مثله فاشكروني بعبادتي ووحدوني ولا تتركوا طاعتي ولا تشركوا بي سواي. وقوله تعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدون في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً} يخبر تعالى بأنه أعلم بني إسرائيل بقضائه فيهم وذلك في كتابهم التوارة أنهم يفسدون في الأرض بارتكاب المعاصي وغشيان الذنوب، ويعلون في الأرض بالجراءة على الله وظلم الناس {علواً كبيراً} أي عظيماً. ولابد أن ما قضاه وقوله تعالى: {فإذا جاء وعد أولهما} أي وقت المرة الأولى وظلموا بانتهاك حدود الشرع والإعراض عن طاعة الله تعالى حتى قتلوا نبيهم أرميا عليه السلام وكان هذا على يد الطاغية جالوت فغزاهم من أرض الجزيرة ففعل بهم مع جيوشه ما أخبر تعالى به في قوله: {فجاسوا خلال الديار} ذاهبين جائين قتلاً وفتكاً وإفساداً نقمة الله على بني إسرائيل لإفسادهم وبغيهم البغي العظيم. ووقوله تعالى: {وكان وعداً مفعولاً} أي ما حصل لهم في المرة الأولى من الخراب والدمار ومن أسبابه كان بوعد من الله تعالى منجزاً فوفاة لهم، لأنه قضاه وأعلمهم به في كتابهم. وقوله: {ثم رددنا لكم الكرة عليهم} أي بعد سنين طويلة وبنو إسرائيل مضطهدون مشردون نبتت منهم نابتة وطالبت بأن يعين لهم ملكاً يقودهم إلى الجهاد وكان ذلك كما تقدم في سورة البقرة جاهدوا وقتل داود جالوت وهذا معنى {ثم رددنا لكم الكرة عليهم} وقوله: {وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً} أي رجالاً في الحروب وكثرت أموالهم وأولادهم وتكونت لهم دولة سادت العالم على عهد داود وسليمان عليهما السلام. .من هداية الآيات: 2- بيان سر إنزال الكتب وهو هداية الناس إلى عبادة الله تعالى وتوحيده فيها. 3- وجوب شكر الله على نعمه إذ كان نوح عليه السلام إذا أكل الأكلة قال الحمد لله، وإذا شرب الشربة قال الحمد لله، وإذا لبس حذاءه قال الحمد لله وإذا قضى حاجة قال الحمد لله فسمى عبداً شكوراً وكذا كان رسول الله والصالحون من أمته إلى اليوم. 4- ما قضاء الله تعالى كائن، وما وعد به ناجز، والايمان بذلك واجب. 5- التنديد بالإفساد والظلم والعلو في الأرض، وبيان سوء عاقبتها. .تفسير الآيات (7- 8): .شرح الكلمات: {أحسنتم لأنفسكم}: أي أن الأجر والمثوبة والجزاء الحسن يعود عليكم لا على غيركم. {وإن أساءتم}: أي في الطاعة فإلى أنفكسم سوء عاقبة الإساءة. {وعد الآخرة}: أي المرة الآخرة المقابلة للأولى وقد تقدمت. {ليسوءوا وجوهكم}: أي يقبحوها بالكرب واسوداد الحزن وهم الذل. {وليتبروا ما علو تيبيرا}: أي وليدمروا ما غلبوا عليه من ديار بني إسرائيل تدميراً. {وإن عدتم عدنا}: أي وأن رجعتم إلى الفساد والمعاصي عدنا بالتسليط عليكم. {حصيراً}: أي محبساً وسجناً وفراشهم يجلسون عليها فهي من فوقهم ومن تحتهم. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {عسى ربكم ان يرحمكم} فهذا خير عظيم لهم لو طلبوه بصدق لفازوا به ولكنهم أعرضوا عنه وعاشوا على التمرد على الشرع والعصيان لله ورسله. وقوله وإن عدتم عدنا أي وإن عدتم إلى الفسق والفجور عدنا بتسليط من نشاء من عبادنا فانجزهم الله تعالى ما وعدهم فسلط عليهم رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم والمؤمنين فاجلى بني قينقاع وبني النضير من المدنية وقتل بني قريضة كما سلط عليهم ملوك أروبا فطاردهم وساموهم الخسف وأذاقوهم سوء العذاب في قرون طويلة وقوله تعالى: {وجعلنا للكافرين حصيراً} أي كان عذاب الدنيا بالتسلط على الظالمين وسلبهم حريتهم وإذاقتهم عذاب القتل والأسر والتشريد فإن عذاب الآخرة هو الحبس والسجن في جهنم تكون حصيراً للكافرين لا يخرجون منها للكافرين أي الذين يكفرون شرائع الله ونعمه عليهم بتعطيل الأحكام وتضييع الفرائض وإهمال السنن والانغماس في الملاذ والشهوات. .من هداية الآيات: 2- تقرير نبوة النبي صلى الله عليه وسلم إذ مثل هذه الأنباء لا يقصها الا نبي يوحى إليه. 4- وجوب الرجاء في الله وهو انتظار الفرج والخير منه وان طال الزمن. 5- قد يجمع الله تعالى للكافرين بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، وكذا الفاسقون من المؤمنين. .تفسير الآيات (9- 12): .شرح الكلمات: {إن لهم أجراً كبيراً}: أنه الجنة دار السلام. {اعتدنا لهم كبيراً}: انه عذاب النار يوم القيامة. {ويدع الإنسان بالشر}: أي على نفسه وأهله إذا هو ضجر وغضب. {وكان الإنسان بالشر}: أي سريع التأثر بما يخطر على باله فلا يتروى ولا يتأمل. {آيتين}: أي علامتين دالتين على وجود الله وقدرته وعلمه ورحمته وحكمته. {فمحونا آية الليل}: أي طمسنا نورها بالظلام الذي يعقب غياب الشمس. {عدد السنين والحساب}: أي عدد السنين وانقضائها وابتداء دخولها وحساب ساعات النهار والليل وأوقاتها كالايام والأسابيع والشهور. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير} يخبر تعالى عن الإنسان في ضعفه وقلة إدراكه لعواقب الأمور من أنه إذا ضجر أو غضب يدعو على نفسه وأهله بالشر غير مفكر في عاقبة دعائه لو استجاب الله تعالى له. يدعو بالشر دعاءه بالخير أي كدعائه بالخير، وقوله: {وكان الإنسان عجولاً} أي كثير العجلة يستعجل في الأمور كلها هذا طبعه ما لم يتأدب بآداب القرآن ويتخلق بأخلاقه فإن هو استقام على منهج القرآن تبدل طبعه وأصبح ذا توارة وحلم وصبر وأناة. وقوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين} أي علامتين على وجودنا وقدرتنا وعلمنا وحكمتنا، وقوله: {فمحونا آية الليل} أي بطمس نورها، وجعلنا آية النهار مبصرة أي مضيئة وبين علة ذلك بقوله: {لتبتغوا فضلاً من ربكم} أي لتطلبوا رزقكم بالسعي والكسب في النهار، هذا من جهة ومن جهة أخرى {لتعلموا عدد السنين والحساب} أي عدد السنين وانقضائها وابتداء دخولها وحساب ساعات النهار والليل وأوقاتها كالايام والاسابيع والشهور. لتوقف مصالحكم الدينية والدنيوية على ذلك. وقوله تعالى: {وكل شيء فصلناه تفصيلاً} أي وكل يحتاج اليه في كمال الإنسان وسعادته بيناه تبيناً أي في هذا الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم. .من هداية الآيات: 2- الوعد والوعيد بشارة المؤمنين العاملين للصالحات، ونذارة الكافرين باليوم الآخر. 3- بيان طبع الإنسان قبل تهذيبه بالآداب القرآنية والأخلاق النبوية. 4- كون الليل والنهار آيتين تدلان على الله تعالى وتقرران علمه وقدرته وتدبيره. 5- مشروعية علم الحساب وتعلمه. .تفسير الآيات (13- 17): .شرح الكلمات: {في عنقه}: أي ملازم له لا يفارقه حتى يفرغ منه. {عليك حسيبا}: أي كفى نفسك حاسباً عليك. {ولا تزر وازرة وزر أخرى}: أي لا تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى. {مترفيها}: منعميها من أغنياء ورؤساء. {فحق عليها القول}: أي بالعذاب. {وكم أهلكنا}: أي اهاكنا كثيراً. {من القرون}: أي من أهل القرون السابقة. {خبيرا بصيرا}: أي عليماً بصيرا بذنوب العباد. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح} هو تقرير لهذا الحكم أيضاً إذ علمنا تعالى ان ما اخبر به كان واقعاً بالفعل فكثيراً من الأمم اهلكها من بعد هلاك قوم نوح كعاد وثمود وقوم لوط واصحاب الأيكة وآل فرعون.. وقوله: {وكفى بربك بذنوب عباده خبيراً بصيراً}: فإن القول وإن تضمن علم الله تعالى بذنوب عباده فإن معناه الوعيد الشديد والتهديد الأكيد، فإنه تعالى لا يرضى باستمرار الجرائم والآثام انه يمهل لعل القوم يستفيقون، لعل الفساق يكفون، ثم إذا استمروا بعد الاعلام إليهم والتنديد بذنوبهم والتخويف بظلمهم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر. الا فليحذر ذلك المصرون على الشرك والمعاصي!! .من هداية الآيات: 2- تقرير عقيدة البعث والجزاء. 3- تقرير العدالة الإلهية يوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً. 4- بيان سنة الله تعالى في إهلاك الأمم غير انها لا تهلك الا بعد الإنذار والاعذار إليها. 5- التخدير من كثرة التنعم والترف فإنه يؤدي إلى الفسق بترك الطاعة ثم يؤدي الفسق إلى الهلاك والدمار. .تفسير الآيات (18- 22): .شرح الكلمات: {يصلاها مذموماً مدحور}: أي يدخلها ملوماً مبعداً من الجنة. {وسعى لها سعيها}: أي عمل لها العمل المطلوب لدخولها وهو الإيمان والعمل الصالح. {كان سعيهم مشكورا}: أي عملهم مقبولاً مثاباً عليه من قبل الله تعالى. {كلا نمد هؤلاء وهؤلاء}: أي كل فريق من الفريقين نعطي. {وما كان عطاء ربك محظورا}: أي لم يكن عطاء الله في الدنيا محظوراً أي ممنوعاً عن أحد. {كيف فضلنا بعضهم على بعض}: أي في الرزق والجاه. {لا تجعل مع الله إلهاً آخر}: أي لا تعبد مع الله تعالى غيره من سائر المعبودات الباطلة. {فتقعد ملوماً مخذولاً}: أي فتصير مذموماً من الملائكة والمؤمنين مخذولاً من الله تعالى. .معنى الآيات: وقوله: {فأولئك} أي المذكورن بالإيمان والعمل الصالح {كان سعيهم مشكوراً} أي كان عملهم متقبلاً يثابون عليه بالجنة ورضوان الله تعالى. وقوله تعالى: {كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً} أي أن كلا من مريدي الدنيا ومريدي الآخرة يمد الله هؤلاء وهؤلاء من عطائه أي فضله الواسع فالكل يأكل ويشرب ويكتسي بحسب ما قدر له من الضيق والوسع ثم يموت وثم يقع التفاضل بحسب السعى الفاسد أو الصالح وقوله: {وما كان عطاء ربك محظوراً} يعني ان من أراد الله إعطاءه شيئاً لا يمكن لأحد أن يصرفه منه ويحرمه منه بحال من الأحوال وقوله تعالى: {أنظر كيف فضلنا بعضهم على بعض} أي انظر يا رسولنا ومن يفهم خطابنا كيف فضلنا بعض الناس على بعض في الرزق الذي شمل الصحة والعافية والمال والذرية والجاه، فإذا عرفت هذا فاعرف ان الاخرة أكبر درجات واكبر تفضيلا وذلك عائد إلى فضل الله اولاً ثم إلى الكسب صلاحاً وفساداً وكثرة وقلة كما هي الحال أيضاً في الدنيا فبقدر كسب الإنسان الصالح للدنيا يحصل عليها ولو كان كافراً لقوله تعالى من سورة هود: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون} أي لا ينقصون ثمرات عملهم لكونهم كفاراً مشركين. وقوله تعالى: {لا تجعل مع الله إلهاً آخر} أي لا تجعل يا رسولنا مع الله إلهاً اخر تؤمن به وتعبده وتقرر إلهيته دوننا فإنك ان فعلت- وحاشاه ان يفعل لان الله لا يريد له ذلك {فتقعد في جهنم مذموماً} أي ملوماً يلومك الؤمنون والملائكة مخذولاً من قبل ربك لا ناصر لك والسياق وان كان في خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم فإن المراد به كل إنسان فالله تعالى ينهى عبده ان يعبد معه غيره فيترتب على ذلك شقاؤة والعياذ بالله تعالى. .من هداية الآيات: 2- سعى الدينا التجارة والفلاحة والصناعة. 3- سعى الاخرة الايمان وصالح الأعمال والتخلية عن الشرك والمعاصي. 4- يعطي الله تعالى الدنيا من يحب ومن لا يحب وعطاؤه قائم على سنن له في الحياة يجب معرفتها والعمل بمقتضاها لمن أراد الدنيا والآخرة. 5- ما اعطاه الله لا يمنعه أحد فوجب التوكل على الله والاعراض عما سواه. 6- تحريم الشرك والوعيد بالخلود في نار جهنم.
|